باراك أوباما
وصل إلى البيت الأبيض وهو يرتدي عباءة التغيير، ولكن سرعان ما أدرك أن المهمة صعبة وأن التركة التي خلفها له الرئيس السابق جورج بوش تركة ثقيلة جدا ومليئة بالهموم والأشواك، فكان على أوباما أن يبحث عن الإصلاح والسيطرة على الأضرار والمصائب المتلاحقة أولا قبل أن يبحث عن التغيير الذي يريده، وكانت مشكلة فقدان الوظائف وانهيار الوضع الاقتصادي من أبرز المشاكل بالداخل وأعقدها على الاطلاق.
وعلى الفور قرر الرئيس أوباما بينه وبين نفسه أن الأزمة الاقتصادية بمثابة فرصة له واختبار حقيقي لقدرته على إدارة الأزمات، وبالفعل نجحت البنوك في الولايات المتحدة في ظل قيادته، أن تستعيد استقرارها وبدأ الاقتصاد الأميركي ينمو مرة أخرى، ولم تتبخر صناعة السيارات الأميركية كما كان متوقعاً إذا استمرت الأزمة المالية العالمية لفترات أطول من ذلك.
ومع ذلك فإن شعبية الرئيس الأميركي بدأت في التراجع مع نهاية عام 2009، وبلغت إلى أقل من 50 في المئة، مع استمرار مشكلة البالة في الداخل، واستمرار الحرب الدائرة في أفغانستان وقرار إرسال 30 ألف جندي إضافي إلى كابول للقتال ضمن صفوف قوات التحالف التي تقوده الولايات المتحدة. ويبدو أن عمل أوباما الحقيقي بدأ الآن.
ندا أغـا سـلطان
الفتاة الإيرانية التي لاقت حتفها خلال مشاركتها في مظاهرة ضد النظام الإيراني برئاسة أحمدي نجاد، لقد شاهدها العالم أجمع على مواقع الانترنت وعلى صفحات الجرائد وهي مدرجة في دمائها على الرصيف بأحد شوارع طهران بعد أن أصابتها رصاصة من قوات مكافحة الشغب الإيرانية في يونيو الفائت، وظلت تنزف دماً دون أن ينقذها أحد حتى فارقت الحياة.
لقد استطاع أحد المصورين الهواة التقاط آخر اللحظات في حياة ندا - 27 عاماً طالبة الموسيقى - من خلال كاميرا الهاتف الخلوي، وفي غضون ساعات قليلة كان العالم أجمع يشاهد الفتاة الإيرانية وهي تدفع ثمن الدفاع عن الديموقراطية في هذا البلد على يد بلطجية النظام الحاكم هناك.
ونزل مئات الآلاف من الإيرانيين المعارضين إلى شوارع إيران احتجاجاً على نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها نجاد لولاية ثانية، معتبرين أن النتائج مزورة.
وقمعت الاحتجاجات بطلب من المرشد الروحي الأعلى آية الله علي خامنئي الذي دعم احمدي نجاد وحذر من استمرار الاحتجاجات في الشارع.
ومع ذلك استمرت الاحتجاجات حيث كان بعض المشاركين يرتدون اللون الاخضر دعما للمرشح الذي لم يحالفه الحظ مير حسين موسوي.
وكانت ايران انتقدت جامعة اكسفورد الشهر الفائت بعد ان خصصت احدى كلياتها منحة دراسية باسم ندا واتهمتها بالمشاركة في حملة اعلامية “مسيسة”.
وإذا كانت القوة الإيرانية قد استطاعت أن تخمد المظاهرات في نهاية المطاف، فإن حادث مقتل ندا، وشريط الفيديو الذي صور آخر دقيقتين في حياتها، لفت أنظار العالم إلى ما يحدث من تجاوزات من قبل النظام الإيراني، ولن نستطيع أن ننظر بعيدا وننسى.
سـارة باليـن
اذا كنت تعتقد أن سارة بالين وجه نسائي جميل سوف يتلاشى بالعودة إلى الحياة البرية في الاسكا، بعيداً عن الأضواء والشهرة بعد أن سقطت وجون ماكين في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2008، فإنك لا تعرف سارة حق المعرفة، فهي لا تزال امرأة سياسية في قمة توهجها كحاكمة لولاية ألاسكا.
وتنتمي بالين إلى تيار المحافظين في الحزب الجمهوري، وهي من المعارضين للإجهاض كما أنها ترفض زواج aالمثليين، لكن المحكمة العليا لولاية ألاسكا أجبرتها على المصادقة على منح زواج المثليين نفس معاملة الزواج العادي. غير أن تديّن سارة بالين يبقى تديّنًا محكومًا بنمط التدين الأميركي فهي مثلاً حملت بطفلها الأول سفاحًا من صديقها قبل أن يتزوجها، كما أنها اعترفت بتعاطيها للمخدرات قبل أن تحظر ولاية ألاسكا تعاطيه.
وتتعرض بالين للانتقاد من دعاة حماية البيئة بسبب تأييدها للتوسع في التنقيب عن النفط في ألاسكا. ويعيب البعض عليها ما وصفوه بجهلها بالسياسة الخارجية.
ولبالين العديد من المواقف السياسية والعلاقات التي سببت لها بعض المتاعب في الانتخابات الرئاسية. حيث أنها كان تدعو إلى إنفصال ألاسكا عن الولايات المتحدة. بالإضافة إلى قولها إن الحروب التي تقوم بها الولايات المتحدة الاميركية حروب مقدسة بأمر إلهى وذلك في خطابات كانت تلقيها في الكنائس.
وإذا كان سبعين في المئة من الأميركيين يعتقدون أن بالين غير مؤهلة لتكون رئيسة، ولكن 100 في المئة من مؤيدي بالين لا يعيرون أي اهتمام لمثل هذه الافتراضات
حامــد كــرزاي
الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، الذي كان في يوم من الأيام الرئيس المفضل لدى الولايات المتحدة الأميركية، وجد نفسه هذا العام ينظر إليه في واشنطن كعقبة أمام التقدم الأميركي في أفغانستان.
وقد واجه كرزاي أزمة شديدة في الاستفتاء الذي تم في شهر أغسطس من عام 2009، لإعادة انتخابه، وذلك بسبب الفساد المستشري في إدارته، لكن كرزاي نجح في الظهور من جديد بوصفه حجر الزاوية في استراتيجية الولايات المتحدة في أفغانستان.
ووجدت الإدارة الأميركية في كرزاي الشخص المناسب الذي يمكنه أن يحقق جزءاً مهماً من مخططها لإسقاط نظام طالبان، فهو من جهة زعيم قبلي بشتوني وله خبرة بأساليب القتال على الأرض الأفغانية الوعرة، ومن جهة أخرى له مع حركة طالبان عداء شخصي شديد وعنده رغبة جامحة في الانتقام والثأر لوالده حيث يتهمها باغتياله، يضاف إلى ذلك تلبية طموحاته السياسية التي لا تتعارض مع الرؤية الأميركية لشكل الحياة السياسية في أفغانستان بعد طالبان، وقد ازدادت أهمية كرزاي لدى الإدارة الأميركية بعد إعدام القائد البشتوني عبد الحق عقب أسره من قبل حركة طالبان.
وتأمل واشنطن الآن مع احتمالات انسحاب القوات الغربية من البلاد ابتداء من منتصف عام 2011 ، أن يتم الضغط على كرزاي لمنح شعبه حكومة تستحق القتال من أجلها.
مانويـل زيـــلايا
لن يضع المؤرخون أبطالا في الأزمة السياسية التي هزت هندوراس والأميركتين في عام 2009. وبدلا من الأبطال سيعثر المؤرخون على اثنين من الرجال تسببا في توتر كبير بقلب أميركا اللاتينية، وضربا أكبر مثال على أن الديموقراطيات في هذه البلاد لا تزال ناشئة. رئيس هندوراس المخلوع مانويل زيلايا كان يريد مساعدة بلاده الفقيرة جدا، ولكن مثل العديد من زعماء أميركا اللاتينية حتى اليوم، اعتقد أن الشعوبية تتفوق على الشرعية الدستورية، وأعلن زيلايا أنه يعتزم تنظيم استفتاء حول تنقيح مادة دستورية تمنع ترشح الرئيس المنتهية ولايته لفترة ثانية، وذلك من أجل أن يتمكن من الاستمرار رئيساً للبلاد، وهو ما لاقى معارضة شديدة من البرلمان والمحكمة العليا والجيش.
وفي 28 يونيو 2009 قام الجيش بانقلاب عسكري أوقف على إثره زيلايا وتم نفيه إلى كوستاريكا، وتم تعيين رئيس البرلمان روبرتو ميتشيلتي رئيساً للبلاد بالنيابة.
وبعد محاولات عديدة، نجح زيلايا في العودة إلى البلاد سراً، لكنه وضع تحت الإقامة الجبرية داخل سفارة البرازيل في هندوراس.
وفي نوفمبر انتخبت هندوراس زعيم المعارضة بورفيريو لوبو رئيساً للبلاد في انتخابات رفضت دول كثيرة في أوروبا وأميركا اللاتينية الاعتراف بها لأن الحكومة الفعلية التي كانت تقود البلاد والتي كان يجري تجاهلها دوليا هي التي نظمتها.
تشو شيـــاو تشـــوان
تشوان، (61 عاما) محافظ البنك المركزي الصيني، كان له تصريح في غاية الأهمية والخطورة في شهر مارس الفائت، والذي دعا فيه العالم للبحث عن عملة أخرى غير الدولار الأميركي لتكون غطاءً نقديا عالميا، ذلك التصريح الذي لم يعتد العالم على مثله من مسؤول صيني، كان له بالغ الأثر في الأوساط السياسية والاقتصادية الأميركية. ولفتت الإجراءات والسياسات الاقتصادية والمالية التي اتخذتها الصين في مواجهة الأزمة المالية العالمية اهتمام كل الفاعلين الدوليين ،حيث استطاعت بكين تجاوز أصعب مراجل الأزمة معلنة عن نسبة نمو قد تصل إلى 8.5 في المئة مع نهاية العام . وبفضل جهودها لمواجهة الانكماش الاقتصادي العالمي غير المسبوق منذ ثلاثينيات القرن الفائت، تسارع النمو الاقتصادي الصيني تدريجيا منذ الربع الأول من عام 2009، مدفوعا بخطة التحفيز التي أقرتها مع بداية العام بقيمة 4 تريليونات يوان لتعزيز الإنفاق المحلي في خضم الأزمة. ووفقا لتقديرات إدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، فان إجمالى الناتج المحلي في الصين يمكن أن ينمو بواقع 8.5 في المئة تقريبا عام 2009، في ما يتوقع أن ينخفض الناتج الاقتصادي العالمي بنسبة 2 في المئة عن عام 2008. وفي هذا الصدد صرح رئيس البنك الدولي روبرت زوليك مرارا بأن الصين لعبت دوراً بناء للغاية في مكافحة الانكماش الاقتصادي العالمي من خلال اتخاذ خطوات مالية ونقدية لإنعاش اقتصادها، مؤكدا أن الصين، كقوة اقتصادية صاعدة، تستطيع أن تكون “احد أصحاب المصالح المسؤولين في النظام الاقتصادي الدولي من خلال سياساتها الخاصة”.
وصل إلى البيت الأبيض وهو يرتدي عباءة التغيير، ولكن سرعان ما أدرك أن المهمة صعبة وأن التركة التي خلفها له الرئيس السابق جورج بوش تركة ثقيلة جدا ومليئة بالهموم والأشواك، فكان على أوباما أن يبحث عن الإصلاح والسيطرة على الأضرار والمصائب المتلاحقة أولا قبل أن يبحث عن التغيير الذي يريده، وكانت مشكلة فقدان الوظائف وانهيار الوضع الاقتصادي من أبرز المشاكل بالداخل وأعقدها على الاطلاق.
وعلى الفور قرر الرئيس أوباما بينه وبين نفسه أن الأزمة الاقتصادية بمثابة فرصة له واختبار حقيقي لقدرته على إدارة الأزمات، وبالفعل نجحت البنوك في الولايات المتحدة في ظل قيادته، أن تستعيد استقرارها وبدأ الاقتصاد الأميركي ينمو مرة أخرى، ولم تتبخر صناعة السيارات الأميركية كما كان متوقعاً إذا استمرت الأزمة المالية العالمية لفترات أطول من ذلك.
ومع ذلك فإن شعبية الرئيس الأميركي بدأت في التراجع مع نهاية عام 2009، وبلغت إلى أقل من 50 في المئة، مع استمرار مشكلة البالة في الداخل، واستمرار الحرب الدائرة في أفغانستان وقرار إرسال 30 ألف جندي إضافي إلى كابول للقتال ضمن صفوف قوات التحالف التي تقوده الولايات المتحدة. ويبدو أن عمل أوباما الحقيقي بدأ الآن.
ندا أغـا سـلطان
الفتاة الإيرانية التي لاقت حتفها خلال مشاركتها في مظاهرة ضد النظام الإيراني برئاسة أحمدي نجاد، لقد شاهدها العالم أجمع على مواقع الانترنت وعلى صفحات الجرائد وهي مدرجة في دمائها على الرصيف بأحد شوارع طهران بعد أن أصابتها رصاصة من قوات مكافحة الشغب الإيرانية في يونيو الفائت، وظلت تنزف دماً دون أن ينقذها أحد حتى فارقت الحياة.
لقد استطاع أحد المصورين الهواة التقاط آخر اللحظات في حياة ندا - 27 عاماً طالبة الموسيقى - من خلال كاميرا الهاتف الخلوي، وفي غضون ساعات قليلة كان العالم أجمع يشاهد الفتاة الإيرانية وهي تدفع ثمن الدفاع عن الديموقراطية في هذا البلد على يد بلطجية النظام الحاكم هناك.
ونزل مئات الآلاف من الإيرانيين المعارضين إلى شوارع إيران احتجاجاً على نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها نجاد لولاية ثانية، معتبرين أن النتائج مزورة.
وقمعت الاحتجاجات بطلب من المرشد الروحي الأعلى آية الله علي خامنئي الذي دعم احمدي نجاد وحذر من استمرار الاحتجاجات في الشارع.
ومع ذلك استمرت الاحتجاجات حيث كان بعض المشاركين يرتدون اللون الاخضر دعما للمرشح الذي لم يحالفه الحظ مير حسين موسوي.
وكانت ايران انتقدت جامعة اكسفورد الشهر الفائت بعد ان خصصت احدى كلياتها منحة دراسية باسم ندا واتهمتها بالمشاركة في حملة اعلامية “مسيسة”.
وإذا كانت القوة الإيرانية قد استطاعت أن تخمد المظاهرات في نهاية المطاف، فإن حادث مقتل ندا، وشريط الفيديو الذي صور آخر دقيقتين في حياتها، لفت أنظار العالم إلى ما يحدث من تجاوزات من قبل النظام الإيراني، ولن نستطيع أن ننظر بعيدا وننسى.
سـارة باليـن
اذا كنت تعتقد أن سارة بالين وجه نسائي جميل سوف يتلاشى بالعودة إلى الحياة البرية في الاسكا، بعيداً عن الأضواء والشهرة بعد أن سقطت وجون ماكين في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2008، فإنك لا تعرف سارة حق المعرفة، فهي لا تزال امرأة سياسية في قمة توهجها كحاكمة لولاية ألاسكا.
وتنتمي بالين إلى تيار المحافظين في الحزب الجمهوري، وهي من المعارضين للإجهاض كما أنها ترفض زواج aالمثليين، لكن المحكمة العليا لولاية ألاسكا أجبرتها على المصادقة على منح زواج المثليين نفس معاملة الزواج العادي. غير أن تديّن سارة بالين يبقى تديّنًا محكومًا بنمط التدين الأميركي فهي مثلاً حملت بطفلها الأول سفاحًا من صديقها قبل أن يتزوجها، كما أنها اعترفت بتعاطيها للمخدرات قبل أن تحظر ولاية ألاسكا تعاطيه.
وتتعرض بالين للانتقاد من دعاة حماية البيئة بسبب تأييدها للتوسع في التنقيب عن النفط في ألاسكا. ويعيب البعض عليها ما وصفوه بجهلها بالسياسة الخارجية.
ولبالين العديد من المواقف السياسية والعلاقات التي سببت لها بعض المتاعب في الانتخابات الرئاسية. حيث أنها كان تدعو إلى إنفصال ألاسكا عن الولايات المتحدة. بالإضافة إلى قولها إن الحروب التي تقوم بها الولايات المتحدة الاميركية حروب مقدسة بأمر إلهى وذلك في خطابات كانت تلقيها في الكنائس.
وإذا كان سبعين في المئة من الأميركيين يعتقدون أن بالين غير مؤهلة لتكون رئيسة، ولكن 100 في المئة من مؤيدي بالين لا يعيرون أي اهتمام لمثل هذه الافتراضات
حامــد كــرزاي
الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، الذي كان في يوم من الأيام الرئيس المفضل لدى الولايات المتحدة الأميركية، وجد نفسه هذا العام ينظر إليه في واشنطن كعقبة أمام التقدم الأميركي في أفغانستان.
وقد واجه كرزاي أزمة شديدة في الاستفتاء الذي تم في شهر أغسطس من عام 2009، لإعادة انتخابه، وذلك بسبب الفساد المستشري في إدارته، لكن كرزاي نجح في الظهور من جديد بوصفه حجر الزاوية في استراتيجية الولايات المتحدة في أفغانستان.
ووجدت الإدارة الأميركية في كرزاي الشخص المناسب الذي يمكنه أن يحقق جزءاً مهماً من مخططها لإسقاط نظام طالبان، فهو من جهة زعيم قبلي بشتوني وله خبرة بأساليب القتال على الأرض الأفغانية الوعرة، ومن جهة أخرى له مع حركة طالبان عداء شخصي شديد وعنده رغبة جامحة في الانتقام والثأر لوالده حيث يتهمها باغتياله، يضاف إلى ذلك تلبية طموحاته السياسية التي لا تتعارض مع الرؤية الأميركية لشكل الحياة السياسية في أفغانستان بعد طالبان، وقد ازدادت أهمية كرزاي لدى الإدارة الأميركية بعد إعدام القائد البشتوني عبد الحق عقب أسره من قبل حركة طالبان.
وتأمل واشنطن الآن مع احتمالات انسحاب القوات الغربية من البلاد ابتداء من منتصف عام 2011 ، أن يتم الضغط على كرزاي لمنح شعبه حكومة تستحق القتال من أجلها.
مانويـل زيـــلايا
لن يضع المؤرخون أبطالا في الأزمة السياسية التي هزت هندوراس والأميركتين في عام 2009. وبدلا من الأبطال سيعثر المؤرخون على اثنين من الرجال تسببا في توتر كبير بقلب أميركا اللاتينية، وضربا أكبر مثال على أن الديموقراطيات في هذه البلاد لا تزال ناشئة. رئيس هندوراس المخلوع مانويل زيلايا كان يريد مساعدة بلاده الفقيرة جدا، ولكن مثل العديد من زعماء أميركا اللاتينية حتى اليوم، اعتقد أن الشعوبية تتفوق على الشرعية الدستورية، وأعلن زيلايا أنه يعتزم تنظيم استفتاء حول تنقيح مادة دستورية تمنع ترشح الرئيس المنتهية ولايته لفترة ثانية، وذلك من أجل أن يتمكن من الاستمرار رئيساً للبلاد، وهو ما لاقى معارضة شديدة من البرلمان والمحكمة العليا والجيش.
وفي 28 يونيو 2009 قام الجيش بانقلاب عسكري أوقف على إثره زيلايا وتم نفيه إلى كوستاريكا، وتم تعيين رئيس البرلمان روبرتو ميتشيلتي رئيساً للبلاد بالنيابة.
وبعد محاولات عديدة، نجح زيلايا في العودة إلى البلاد سراً، لكنه وضع تحت الإقامة الجبرية داخل سفارة البرازيل في هندوراس.
وفي نوفمبر انتخبت هندوراس زعيم المعارضة بورفيريو لوبو رئيساً للبلاد في انتخابات رفضت دول كثيرة في أوروبا وأميركا اللاتينية الاعتراف بها لأن الحكومة الفعلية التي كانت تقود البلاد والتي كان يجري تجاهلها دوليا هي التي نظمتها.
تشو شيـــاو تشـــوان
تشوان، (61 عاما) محافظ البنك المركزي الصيني، كان له تصريح في غاية الأهمية والخطورة في شهر مارس الفائت، والذي دعا فيه العالم للبحث عن عملة أخرى غير الدولار الأميركي لتكون غطاءً نقديا عالميا، ذلك التصريح الذي لم يعتد العالم على مثله من مسؤول صيني، كان له بالغ الأثر في الأوساط السياسية والاقتصادية الأميركية. ولفتت الإجراءات والسياسات الاقتصادية والمالية التي اتخذتها الصين في مواجهة الأزمة المالية العالمية اهتمام كل الفاعلين الدوليين ،حيث استطاعت بكين تجاوز أصعب مراجل الأزمة معلنة عن نسبة نمو قد تصل إلى 8.5 في المئة مع نهاية العام . وبفضل جهودها لمواجهة الانكماش الاقتصادي العالمي غير المسبوق منذ ثلاثينيات القرن الفائت، تسارع النمو الاقتصادي الصيني تدريجيا منذ الربع الأول من عام 2009، مدفوعا بخطة التحفيز التي أقرتها مع بداية العام بقيمة 4 تريليونات يوان لتعزيز الإنفاق المحلي في خضم الأزمة. ووفقا لتقديرات إدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، فان إجمالى الناتج المحلي في الصين يمكن أن ينمو بواقع 8.5 في المئة تقريبا عام 2009، في ما يتوقع أن ينخفض الناتج الاقتصادي العالمي بنسبة 2 في المئة عن عام 2008. وفي هذا الصدد صرح رئيس البنك الدولي روبرت زوليك مرارا بأن الصين لعبت دوراً بناء للغاية في مكافحة الانكماش الاقتصادي العالمي من خلال اتخاذ خطوات مالية ونقدية لإنعاش اقتصادها، مؤكدا أن الصين، كقوة اقتصادية صاعدة، تستطيع أن تكون “احد أصحاب المصالح المسؤولين في النظام الاقتصادي الدولي من خلال سياساتها الخاصة”.